بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقدم بين أيديكم أسطرا مبللة بدموع الشوق والحنين إلى سيد المرسلين
سائلة المولى عز وجل أن يرزقنا رؤيتَه في الحياة الدنيا وصحبتَه في الآخرة ..آمين.
***********************
* روي أن عمر بن الخطاب سُمع بعد موت رسول الله يبكي ويقول :
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
لقد كان جذع تخطب الناس عليه فلما كثر الناس اتخذت منبرا لتسمعهم فحن
الجذع لفراقك حتى جعلت يدك عليه فسكن ، فأمتك كانت أولى بالحنين إليك لما
فارقتهم..
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
لقد بلغ من فضيلتك عنده أن جعل طاعتك طاعته فقال عز وجل: ﴿ من يطع الرسولَ فقد أطاعَ اللهَ (80)﴾النساء
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
لقد بلغ من فضيلتك عنده أن أخبرك بالعفو عنك قبل أن يخبرك بالذنب فقال تعالى: ﴿ عفا الله عنك لم أذنتَ لهم(43﴾)التوبة.
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
لقد بلغ من فضيلتك عنده أن بعثك آخر الأنبياء وذكَرَك في أولهم فقال عز
وجل:﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن
نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا
مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً(7))الأحزاب
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
لقد بلغ من فضيلتك عنده أن أهل الناريودون أن يكونوا قد أطاعوك وهم بين أطباقها يعذبون يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا.
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
لئن كان موسى بن عمران أعطاه الله حجرا تنفجر منه الأنهار، فماذا بأعجب من أصابعك حين نبع منها الماء صلى الله عليك !
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
لئن كان سليمان بن داود أعطاه الله الريح غدوها شهر ورواحها شهر، فماذا
بأعجب من البراق حين سريت عليه إلى السماء السابعة ثم صليت الصبح من ليلتك
بالأبطح صلى الله عليك !.
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
لئن كان عيسى بن مريم أعطاه الله إحياء الموتى، فماذا بأعجب من الشاة
المسمومة حين كلمتك وهي مشوية فقالت لك الذراع لا تأكلني فأني مسمومة !
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
لقد دعا نوح على قومه فقال: رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ،ولو
دعوت علينا بمثلها لهلكنا فلقد وطىء ظهرك ،وأدمِي وجهك، وكُسرت رباعيتك،
فأبيت أن تقول إلا خيرا فقلت :اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
لقد اتبعك في قلة سنك وقصر عمرك ما لم يتبع نوحا في كثرة سنه وطول عمره ولقد آمن بك الكثير وما آمن معه إلا القليل.
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
لو لم تجالس إلا كفؤا لك ما جالستنا ،ولو لم تنكح إلا كفؤا لك ما نكحت
إلينا ،ولو لم تؤاكل إلا كفؤا لك ما واكلتنا ، فلقد والله جالستنا ونكحت
إلينا وواكلتنا ولبست الصوف وركبت الحمار وأردفت خلفك ووضعت طعامك على
الأرض ولعقت أصابعك تواضعا منك.
صلى الله عليك يا رسول الله.
* وروي عن بلال أنه لما نزل بداريّا ـ اسم مكان قريب من الشام ـ
رأى النبي في المنام ـ بعد وفاته ـ وهو يقول :
ما هذه الجفوة يا بلال ؟
أما آن لك أن تزورني ؟
فانتبه بلال حزينا خائفا ،فركب راحلته وقصد المدينة ....
فأتى قبر النبي فجعل يبكي ويمرغ وجهه عليه ...
فأقبل الحسن والحسين ما ، فجعل بلال يضمهما ويقبلهما ، فقالا له :
نتمنى أن نسمع أذانك الذي كنت تؤذن به لرسول الله في المسجد ،
فعَلا سطح المسجد ، ووقف موقفه الذي كان يقف فيه فلما قال :
الله أكبر، الله أكبر .. ارتجت المدينة ..
فلما قال : أشهد أن لا إله إلا الله ..ازدادت رجتها ،
فلما قال : أشهد أن محمدًا رسول الله .. خرجت العواتق ـالنساءـ من خدورهن
وقالوا :
أبُعث رسول ؟؟؟؟!!!!
فما رُؤي يوم أكثر باكيا ولا باكية بالمدينة بعده أكثر من ذلك اليوم
وذلك لتذكرهم رسول الله بسبب سماع الأذان من مؤذنه بلال .
صلى الله عليك يا رسول الله
************************