امة الله المراقب العام
عدد الرسائل : 383 تاريخ الميلاد : 02/03/1992
العمر : 32 البلد : EGYPT.SUEZ
الوظيفة : مشروع دكتوره باذن الله
السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 26/08/2009
| موضوع: ساحكي لكي يا اخي الجمعة 21 سبتمبر 2012 - 20:26 | |
| سـأحــكى لــك يــا أخــى
.....جهاد أين أنت ياأختى ....جهاد صوت لطفل صغير يعدو متسلقا تله منخفضه تكسوها أجمه من الحشائش الخضراء النديه.....
يعيد النداء .....
جهاد تعالى بسرعه ..عمتى تريدك...
التفت لأجيبه وأصابعى تمسح دمعه فرت من عينى ..أرد عليه بصوت جاهدت أن يصله ..نعم يا فهد أنا هنا ..لقد انتهيت
يلتفت الصغير الى مصدر صوتى ثم يقبل ناحيتى وهو يعدو وعلى شفتيه ابتسامه شقيه و يهتف ..
انك كسوله بالفعل أكلّ هذا الوقت من أجل ملء الوعاء بالماء ..عمتى قلقه جدا عليك ..
انحنى لأحمل وعاء الماء وأغلق الصنبور الذى فاض ماء وأنا لا أدرى ..متمتمه فى خفوت
..ياصغيرى ..أنت لم تر مارأيته ..
تقافز حولى بلهفه وهو يهتف فى رجاء : ماذا رأيت يا أختى هل رأيت الجنود؟؟ ..أم الطائرات والدبابات ؟؟..أريد أن أراها ..لا أعرف لم تمنعيننى أنت وعمتى من رؤيتها حينما تأتى ..قولى لى ماشكل الطائره أهى ضخمه ..ما لونها ..هل تحمل علم بلدنا ..
هتفت أسكت لسانه الذى بدا أنه انفلت من عقاله .
.أوه يافهد ..لم أر ايه طائرات ولا جنود ..هل استرحت ....استيقظ من خيالاتك يا صغير ..
التفت وعلى وجهه أمارات الخيبه : أحقا ..لكنك قلت أنك رأيت شيئا لم أره ..ماهو أخبرينى .. توقفت عن الهبوط وأنا أرمقه بإشفاق قائله : ساخبرك يا حبيبى ..ولكن بعد أن نذهب الى عمتى ونر ماتريده .. عمتى بضيق تقول : أين كنت ياجهاد ؟..تأخرت وقلقت عليك ..
وانا أعطيها الوعاء أتمتم بخفوت : لاشئ ياعمتى .,.فقط أخذتنى أفكارى بعيدا وأنا أملأ الوعاء فلم أدر الا وفهد ينادينى .. نظرت بلوم وهى تقول : هكذا إذن ..أقول لك دائما تخلصى من تلك الذكريات ياحبيبتى فالزمن القادم لا يحتمل الركون الى الماضى بل يلزمك التفكير فى المستقبل.... مستقبل وطننا الذى سلبنا أرضه ...علينا أن ننشئ أطفالنا على حب الوطن ..على التضحيه بأرواحهم فى سبيل ثراه ..لا بد أن نزرع فى قلوبهم الكره للمحتل الغاصب ..ونروى الحماسه فى نفوسهم ..هم أمل الغد يا صغيرتى
ولا ينبغى أن تكونى سوى قدوه لهم ..ألست تدرسين للأطفال فى مدرسه المخيم؟؟. تنهدت مغمغمه : بلى ..معك حق ياعمتى ..لكننى لا أنفك أذكر تلك الأيام الكالحه وكأنما حدثت البارحه ..أعدك اننى سأحاول ..
ابتسمت بإشفاق وهى تطبع قبله حنونه على جبهتى والتفتت الى عملها .. أزحت ستار خيمتى ودلفت الى الداخل ..القيت جسدى على فراشى الموضوع على الأرض ..وشخصت ببصرى الى سماء الغرفه ..أقصد الخيمه
.... .بنيتى الحبيبه ..نحن قوه ياصغيرتى....قوه لو اتحدنا ...أقول لو اتحدنا ..انظرى الى تلك الرمال المتناثره هنا وهناك..... ثم تطلعى الى الجبل الشاهق أمامنا وقولى لى ..اذا هبت رياح شديده ماذا يحدث لكليهما ؟؟ أجيب بتلقائيه ويدى الصغيره بين أصابعه القويه الدافئه " الرمال ستتناثر هنا وهناك ..أما الجبل فسيبقى ويصمد" .. يبتسم بأبوه حنونه وهو يضمنى الى صدره ..هكذا نحن ياجهاد الآن ذرات من الرمال متناثره... تأتى الرياح فتزيدها تشتتا وتفرقا ..انظرى لو كنا مثل هذا الجبل الأشم ..لم يكن ليجرؤ علينا أحد ..
متعلقه برقبته بذراعى الصغيرتين ..لا أفهم معنى "الأشم" هذا ..ولكن كل مايهمنى أننى وأبى سويا ..يضمنى الى صدره ويسكب على جسدى أنهارا من الحنان والعطف الأبوى الخالص
.. أمى تكبر بصوت مرتفع باك ...وأخى يهتف بثوره وانفعال : القتله ...أبناء الخنازير.... قسما لأقتلنهم أنتفض وينتفض قلبى بصدرى....... وارمى كراسه رسمى وأقلامى ..وأهرع الى خارج غرفتى ..يا الهى ..يهولنى منظر والدى ....أبى ..ماتلك الدماء التى تلوث صدرك ..أبى لقد كنت بالأمس تحدثنى ..أين بريق عينيك الذى كان يحوطنى برعايتك ..أما كنت تحكى لى عن الرمال والجبال ..استيقظ يا أبى ..قل شيئا .....وأرتمى على صدره أبكى بدموع حارقه ..تختلط دموعى بدماء أبى التى سالت أنهارا ...أبى
أختى أين الكره ..مازن وفريقه سوف يلعب معى وفريقى فهد ..إنها فى ذلك الصندوق هناك يأخذ الكره ويجرى خارجا وأتابعه بعينين تحارب الدموع
. ارتدى وأمى وسائر أهل المنزل السواد ..يخيم الحزن على بيتنا الكبير ..وتنطفئ الأضواء المتألقه التى طالما أشعت منه فى ليالى الربيع الحالمه ..أجلس بسكون فى حديقه البيت ..ولكن ليس لألعب مع صديقتىّ أشجان وغدير ..ونلهوا بالأرجوحه الكبيره ونجرى وراء الفراشات الملونه ونقتطف الزهور العطره .. كلا جلست مستنده على جذع شجره الزيتون العتيقه ..أتأمل حديقتنا.... أحقا فقدت بهائها ورونقها ..أم أن عينييّ لم تعو تريا جمالا فى أى شئ ؟؟؟..لم أعد أر سوى الرمال والجبال والوحده التى حدثنى عنها أبى ..
أخى قادم..يتجه نحوى والإصرار يطل من عينيه ..إقترب فشعرت بملامحه تختلج بحنان أخوى دافئ...... جلس بجانبى وقال بخفوت : جهاد أختى الصغيره ..كيف حالك هل أنت بخير؟
أقول بدهشه : نعم ياأخى كما ترانى بخير والحمد لله يلتفت الى السماء شاردا : إعتنى بأمك جيدا ..تعلمين أنها على وشك الوضع ... أرمقه باستغراب ..ماذا تعنى بهذا القول يافهد..أين ستذهب ؟ تستمر عيناه بمتابعه طائر يحلق فى السماء ..اعذرينى يا أختاه ..انها تنادينى ..وفوق هذا ينادينى أبى ..
لم أفهم طلاسمه التى ألقاها على مسامعى ..
ينحنى يقبل حبهتى ..ويأخذنى بين ذراعيه وأنا مبلبله الفكر ..
يهمس بأذنى ..لا تقلقى ..سأشفع لك ذاهله لا أنطق وهو يختفى من أمامى ..عاد الىّ رشدى..صرخت اناديه بلوعه ..
.كلا فهد ..عد يا أخى ..ليس أنت أيضا .. لكن لم يعد أخى
لم تذرف عيناى دمعه واحده ..بل نزف قلبى أنهارا من الدماء المعذبه وأنا أشاهد بأم عينى جراراتهم تجرف مزارعنا ..وطائراتهم تدك بيوتنا ..اشجار الزيتون التى أحبها أبى وكان يرعاها احترقت وأضحت سوداء متفحمه ..الورود والزهور والفراشات ..زالت من الوجود .. بيتنا الكبير وحظيره الجياد والحيوانات ..لم تعد أنا وأمى فقط مع أمثالنا من البائسين المشردين ننطلق بلا هدف نجر أذيال الألم والضياع ..بحثا عن الحياه وفرارا من شبح الموت كما توهمنا صرخات أمى تنطلق فجأه وقد أصر جنينها أن يأتى الى الوجود فى تلك اللحظات العصيبه .. عمتى تطل من داخل الخيمه تنادينى وعلى وجهها علامات الإنزعاج ...اسرع الى الداخل بجزع ..أجد الوليد يصرخ معلنا عن نفسه ..وأمى ..تصارع الموت ..انحنى بجزع وقلبى يخفق يإنزعاج ..
أمى ..مالذى حدث ..تحاول مد كفها ليلمس كفى فأحتويه بين كفى ّ ..تتمتم بصعوبه وبأنفاس متحشرجه لاهثه ..جهاد ياحبيبتى ..لقد سبقتك الى أبيك وأخيك ..إرضى بقضاء الله يابنيتى ..واعتنى بنفسك وبأخيك هذا ..الى اللقاء فى جنه الخلد يامهجه روحى .
.أصرخ وأصرخ... بلا وعى ..وتمتزج صرخاتى بصرخات أخى الصغير .. أنا ووليد هو أخى ..صرنا وحيدين فى الحياه..لاأب ..لا أم ..لا أخ ولا بيت ..تائهين ..لا ندرى الى أين ينتهى بنا المطاف تسألنى عمتى بخفوت ..ماذا سنسمى الوليد ياجهاد ؟.
أرد بحده : بالطبع سنسميه فهد.. تربت على كتفى بعطف وابتسامه حزينه على شفتيها
.. يرتمى فهد على الفراش بجوارى وهو يحكى بإنفعال ..انظرى يا أختى ..لقد ربح فريقى اليوم أمام مازن وفريقه ..لو رأيت مازن ..لقد كان يبكى من الغيظ .سيعلمون من هو فهد ..سأريهم .. أمرر كفى على شعره بحنان : حقا فهد العظيم الذى لامثيل له .. يسيطر عليه السرور بإطرائى ويضحك ..ثم لاح لى كأنما شيئ ما قد ورد الى ذهنه بغته ..اختى ..لقد وعدتنى أنك ستخبرينى بما رأيته على التله ..هيا إذن أحكى لى .. ابتسم بحزن وأنا أغمغم :بالطبع ..سأحكى لك يا أخى | |
|
Dr.hero Admin
عدد الرسائل : 920 تاريخ الميلاد : 05/05/1990
العمر : 34 البلد : egypt
الوظيفة : طبيب امتياز جامعة قناة السوبس ( الاسماعيلية ) .
السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 04/10/2008
| موضوع: رد: ساحكي لكي يا اخي الجمعة 21 سبتمبر 2012 - 20:35 | |
| القتله ...أبناء الخنازير اللهم انصر فلسطين | |
|