السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه تذكرة لي ولكم وهي وقفة لنسأل أنفسنا:
لماذا لا نصلي ولنعرف حقيقة ترك الصلاة ...
إن الجريمة الكبرى ... والداهية العظمى .. أن يترك المرء الصلاة..
فتاركوا الصلاة هم أنصار الشيطان وأعداء الرحمن .. وخصوم المؤمنين .. وإخوان الكافرين
الذين يحشرون مع فرعون وهامان ... ويتقلبون معهم في النيران ..
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم :" بين الرجل وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة "..
وصح عن الترمذي والحاكم عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
" كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة " ..
قال الشيخ بن عثيمين : وإذا حكمنا على تارك الصلاة بالكفر (هذا بصريح الكتاب وصحيح السنة) فهذا يقتضي أنه ينطبق
عليه أحكام المرتدين .. فلا يصح أن يزوج .. فإن عقد له وهو لا يصلي فالنكاح باطل .. وإذا ترك الصلاة بعد
أن عقد له فإن نكاحه ينفسخ ولا تحل له الزوجة..
وإذا ذبح لا تؤكل ذبيحته لأنها حرام ... ولا يدخل مكة ... وإن مات أحد من أقاربه فلا حق له في الميراث ...
وإذا مات لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه .... ولا يدفن مع المســـــــــــــــلمين...
ويحشر يوم القيامة مع الكفار .. ولا يدخل الجنة .. ولا يحل لأهله أن يدعوا له بالرحمة والمغفرة لأنه كافر
وحال تاركي الصلاة عند الموت أدهى وأفظع.....
ذكر شيخ الإسلام ابن القيم : أن أحد المحتضرين كان صاحب معاصي وتفريط , فلم يلبث أن نزل به الموت.. ففزع من حوله إليه.. وانطرحوا بين يديه .. وأخذوا يذكرونه بالله .. ويلقنونه لا إله إلا الله وهو يدافع عبراته .. فلما بدأت روحه تنزع .. صاح بأعلى صوته ..وقال : أقول لا إله إلا الله .. وما تنفعني لا إله إلا الله ؟ وما أعلم أني صليت لله صلاة .. ثم أخذ يشهق حتى مات ..
أما عامر بن عبد الله بن الزبير كان على فراش الموت .. يعد أنفاس الحياة .. وأهله حوله يبكون .. فبينما هو يصارع الموت .. سمع المؤذن ينادي لصلاة المغرب ونفسه تحشرج في حلقه .. وقد اشتد نزعه .. وعظم كربه .. فلما سمع النداء قال لمن حوله : خذوا بيدي .. قالوا : إلى أين ؟ .. قــــــــــال إلى المسجد .. قالوا : وأنت على هذه الحال ؟!
قـــــــــال : " سبحان الله .. أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه .. خذوا بيدي " .. فحملوه بين رجلين .. فصلى ركعة مع الإمام .. ثم مات في سجوده .. نعم مات وهو ساجد ..
(إذا كان الاحتضار لم يكن في نظره عذرا لترك الجماعة فما بالنا بمن يتعذر بالتوافه لترك الصلاة فضلا عن الجماعة! )
كان سعد بن معاذ – رضي الله عنه – صالحا قانتا .. متعبدا مخبتا .. عرفه الليل ببكاء الأسحار .. وعرفه النهار بالبكاء والاستغفار .. أصابه جرح في غزوة بني قريظة .. فلبث مريضا أياما ثم نزل به الموت .. فلما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم .. قال جابر فخرج (أي النبي صلى الله عليه وسلم) وخرجنا معه .. وأسرع حت تقطعت شسوع نعالنا .. وسقطت ارديتنا .. فعجب أصحابه من سرعته.. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : اني اخاف أن تسبقنا إليه الملائكة فتغسله .. كما غسلت حنظلة .. فانتهى إلى البيت فإذا هو قد مات .. وأصحاب له يغسلونه .. وأمه تبكيه..
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :كل باكية تكذب إلا أم سعد ..
ثم حملوه إلى قبره .. وخرج صلى الله عليه وسلم يشيعه .. فقال القوم ما حملنا يا رسول الله ميتا أخف علينا منه .. فقال صلى الله عليه وسلم : ما يمنعه أن يخف وقد هبط من الملائكة كذا وكذا لم يهبطوا قط قبل يومهم .. قد حملوه معكم ..
والذي نفسي بيده لقد استبشرت الملائكة بروح سعد .. واهتز له العرش .. " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا * خالدين فيها لا يبغون عنها حولا " ..
إيها الأخ الحبيب .... أيتها الأخت الغالية
إن الصلاة عماد الدين وأول ما يحاسب عليه المرء وهي وصية الرسول صلى الله عليه وسلم عند موته فلا تفرط فيها فالتفريط فيها تفريط في الدين
اجعلها أولا قبل كل شيئ ولنا في الرسول الأسوة وفي أصحابه مثلا في الحفاظ على عماد الدين بعد التوحيد ..
ابتعد عن كل من يلهونك عنها وادعهم إليها فإن أمر تركها في دين الله شديد
والحفاظ على الصلوات هي بداية الطريق وأول السلوك إلى الله عز وجل
اجعلها خطوة للتغيير نحو سبيل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فهو الطريق الوحيد الموصل للجنة
- فان كنت مصليا فاصلح الفريضة (استعن بكتاب صفة صلاة النبي للعلامة المحدث ناصر الدين الألباني)
- وزد من النوافل
أخيرا .. لا تنسوني من صالح الدعاء