تنـويـه: كُـتِـب هذا المقال قبل محاضرة بابا الفاتيكان الأخيرة والتي أسـاء فيها مباشرة الى الاسلام والمسلمين
*************
في ذروة قصة عبدة الشيطان إياها.. التي
اتضح أنها تلفيقة كبرى.. كنت أقف عند عبده.. بائع الجرائد في حينا جوار
طفل صغير يشتري علبة ثقاب، أطالع بلا احتفال عناوين الصحف التي امتلأت
بأخبار عبدة الشيطان
وكانت هناك صورة لطالب وطالبة يقفان في الشارع يتمازحان، وقد وضع المحرر
علامة سوداء على العينين لهما مع تعليق عبقري يقول: التقيا في ميدان
التحرير واتفقا على عبادة الشيطان
كنت أقرأ هذا الهراء حينما دنا منا رجل يبدو أنه مخبول تمامًا.. راح يرمق
عناوين الصحف ثم راح يصيح بعينين زائغتين والزبد يسيل من شدقيه: دول لازم
يُحرق حيًا (هكذا) !" .. ثم انطلق في وصلة سباب للأقباط وكيف أنهم أقسموا
ألا ينزعوا اللون الأسود إلا عندما يرحل الإسلام عن مصر
لم أفهم ما دخل الأقباط في الموضوع ؟.. الكلام كله عن عبادة الشيطان إن لم تخنني الذاكرة
كان مجنونًا تمامًا فلم أرد عليه حتى انصرف طبقًا لقاعدة: ما دام ما مدّش إيده خلاص
هنا رأيت عبده البائع يميل على الطفل الراعش ممتقع الوجه ويسأله في رفق: عاوز حاجة تانية يامايكل يا حبيبي ؟
هل فهمت ؟ :scratch:
هذا الأداء المسرحي المرعب الرائع كان أمام طفل قبطي بريء !!.. فما
الرسالة التي تلقاها هذا الطفل ؟.. وما العقدة التي غرست في روحه ؟.. وكيف
سينظر بقية حياته لي أنا أو البائع المسلمين اللذين بالتأكيد لا نريد حرقه
حيًا ؟
*************
هذه هي المشكلة
أن البعض يزرع الكراهية بلا توقف ثم نتوقع أن نحصد التسامح !
منذ ثلاثين عامًا والناس تتعامل على أن كراهية المسيحيين ركن جديد من
أركان الإسلام.. الرجل يسرق ويزني ويكذب ويتكاسل عن العبادات، لكن حينما
تأتي سيرة الأقباط تشتعل النار في عينه ويتحول إلى المدافع الوحيد عن دين
الله
هل نندهش بعد هذا لو تعامل الأقباط بالمثل ؟ :shock: