Dr.hero Admin
عدد الرسائل : 920 تاريخ الميلاد : 05/05/1990
العمر : 34 البلد : egypt
الوظيفة : طبيب امتياز جامعة قناة السوبس ( الاسماعيلية ) .
السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 04/10/2008
| موضوع: جمعاوي يقود التغيير على رصيف مجلس الشعب الجمعة 1 أكتوبر 2010 - 11:43 | |
| جمعاوي يقود التغيير على رصيف مجلس الشعب
جهزت شنطة كبيرة وحطيت فيها هدومي .. ومانستش طبعاً الكوفية الفلسطيني و تي شيرت جيفارا الأحمر .. واستلفت من الواد حسين جارنا لحاف محمول عشان أنام فيه .. ولأني كنت عارف إن المشوار هيطوّل أخدت فلوس .. وركبت القطار ذاهباً إلى القاهرة متجهاً إلى الرصيف .. هدفي هو الرصيف .. هو ده اللي حلمت بيه .. الرصيف
نعم لأن مصر كلها الآن على الرصيف .. ومبقاش زي ما كنا بنقول زمان: شارع الحكومة .. ورصيف الحكومة .. ده رصيفنا احنا ... رصيف الشعب .. والشعب واقف على رصيفه .. ولذلك تركتنا الحكومة نقف على رصيفنا
لم أقرر بعد ماذا سأفعل بعدما أصل إلى الرصيف هل سأنضم لمجموعة رفع الحد الادنى للأجور ؟
أم أنني سأنام بجوار جمعية تغيير الدستور ورفع قانون الطوارئ ؟
أو ربما أكون محظوظاً وأدخل ضمن حركة ستة إبريل وأهو نبقى شباب زى بعض .. وممكن نسلي بعض لو القاعدة طولت أوي؟
أو اعملي حركة جديدة واسميها حركة 29 شوال الجمعاوية؟
نزلني القطار في رمسيس .. ودي أول مرة أذهب بمفردي للعاصمة فكل الزيارات السابقة كانت رحلات منظمة . أيام المدرسة .. وكانوا يقعدوا يقولولنا : خلينا ماسكين في إيد بعض .. محدش يسيب إيد التاني !! وهو ده اللي فاكره من الرحلات دي.
ولأني أعرف جيداً أن أهل القاهرة يتوهون فيها .. وغنهم جدعان أوي وممكن يتوهوك في ثانية .. وبالتالى كنت متوقعا تماماً ما قد يحدث .. وأصدق تماماً القصة الشهيرة التي تدل بلا شك على أن سؤال أهل القاهرة عن طريقة الوصول إلى مكان معين أو عن الاتجاهات يعتبر مصيبة وكارثة للي حيسأل وممكن يلاقي نفسه بعد الوصفة في محافظة أسوان.
القصة تحكي أن هناك من نزل إلى القاهرة ذات مرة وأراد أن يعرف مدي صحة هذة الإشاعة عن فتوى المصريين في الاتجاهات فوقف فى الشارع وبدأ يسأل العابرين:أين توجد السفارة المصرية ؟؟ بالطبع الذي يجيب بنعم أو لا .. فهو يجهل وظيفة السفارة أساساً .. لكنه هو أرحم طبعاً من الذين أخذوا يصفون بالتحديد مكان السفارة المصرية وقعدوا يقولوا للراجل روح يمين واحود شمال!!
لذلك فانا سأحاول الإعتماد على نفسي فأنا جمعاوي الفتك .. وصلت إلى القاهرة وفي أحد الميادين وقفت انظر إلى الزحام .. وإلى منظر الناس اللي باين عليهم مش طايقين نفسهم ولا طايقين العيشة ولا اللي عايشنها .. حينها علمت أنني تأخرت في هذة الخطوة كثيراً .. وكان لابد لي أن أصل إلى العاصمة منذ فترة طويلة.
وسيطر علي شعور بأنني مخلص العاصمة مما هي فيه .. أنا جمعاوي وقد وصلت الآن إليك يا مصر يا أم الدنيا واللي والدة الدنيا قيصري .. ولا شيء سيمنعنى من التحرك فوراً إلى مقر التغيير .. نعم سأذهب إلي الرصيف .. وسأقود كل من يريد التغيير وسأكون صاحب صوت عالي .. سأكون صديق الرصيف سأحتمل كل المشاكل والصعوبات سأتحمل الضرب والسحل .. وعصيان الأمن المركزي في صدري ستكون نياشين يذكرني بها التاريخ ويخلد بها اسم جمعاوي إلى الأبد وربما يتغير اسم شارع القصر العيني ليحمل اسم جمعاوي وأكون رمزاً للتغير والثورة مثل جيفارا أو غاندي .. وأنطلقت أغني "بلادي .. بلادي لك حبي وفؤادي"
وأنا مستغرق في هذة الحالة الوطنية الدافئة والأحلام الثورية والآمال البطيخية تحيط بي من كل جانب إذا فجأة بصوته الغليظ يظهر في الأفق : بطاقتك.
التفت فوجدت نقيب بثلاث نجمات .. فرددت نعم يا مصري
- مصري !! مصري مين ياض .. بقولك بطااااااااااااقتك
- صدمني الموقف .. وصدمني أكثر صوته التخين .. وشعرت أنني إن لم أخرج البطاقة بسرعة .. سيكون مصيري أن أكون في كرشه الكبير الذي يتدلى من قمصيه الضيق .. ويغطي الحزام تماماً .. أخرجت البطاقة في لطف.
- أخذها وقال لي : أنت من إسكندرية .. آآه !! آمال جاي تعمل إيه هنا ؟
- بصراحة ترددت .. أقوله ولا لأ .. لكن في الاخر قولت أقوله جاى أزور عمتي .. وأنا بقول لنفسي "يا جمعاوي يا جبان .. يا جبان .. جبااان" كده جبن من أولها ..الواحد لازم يبقى قد كلمته ومش هنبدأ مشوار الكفاح بكذب أو خوف أو رعشة إيد .. دي مصر .. فاهمين يعني إيه مصر؟؟
- شجعت نفسي وغيرت ملامح وجهي من الخوف إلى القوة ثم قولت بصوت مرتفع: باشا .. أنا مش جاى لعمتي .. أنا جاي أخد حقى من ناس هنا. - وعشان كده بقى لابس الكوفية الفلسطيني دى واحنا في عز الحر؟ - هو في إيه يا باشا .. هو أنت واقف في الشارع عشان تعرف الناس لابسة إيه وبتعمل إيه؟ بيني وبينكم بعد هذه الكلمات أخذت ألوم نفسي .. واقول: مش أوي كده يا جمعاوي .. الكفاح يا جوجو مش بالجامد كده - رد علي غاضباً: أنت هتعرفني شغلي .. أنت تجاوب على السؤال وأنت ساكت. - وأجاوب وأنا ساكت إزاى يا باشا ..هههههه - ماشي يا روح أمك اضحك ..أنت شكلك مش عاجبنى من الأول وأنا هاعرفك شغلك.
لحسن الحظ لم يكمل الظابط الهمام تهديده وإذا بجهازه اللاسلكى ينطق بصوت عالي ويتلقى هو الأوامر بالذهاب فوراً وقواته إلى مجلس الشعب نظراً لسوء الأوضاع هناك وزيادة عدد المحتجين والمضربين والمعتصمين. - حظك حلو ..مش هنعرف نكمل كلامنا خد بطاقتك بس بلاش اشوفك تانى احسن . ذهبت وانا اعلم اننا سنتقابل مرة ثانية وربما اسرع مما قد يتوقع هو .
اخذت تاكسي مباشرة حتى اوفر الوقت الذى ضاع مع الباشا:مجلس الشعب ياسطى . - هو فى ايه يا جدعان كل الناس بقت شغالة فى مجلس الشعب ولا ايه . ده رابع زبون اوصله هناك النهاردة . - هو فى ايه يابو الكباتن هناك؟انا مش هقدر اوصلك عند المجلس بالظبط عشان الشارع كله واقف انا هنزلك جنبه وانت تخرم لحد هناك ده اسهلك واسهلى . - ماشي يا سطى مش مشكلة انت بس قرب على قد ماتقدر .
وصلت ودخلت ووجدت الرصيف و كانت الصدمة . ايه يا جدعان كل الناس دى .. ده ولا الحج يا جدعان ..كل دى عساكر و كل دى ناس ..كل دى ستات وكل دى
رجالة وشباب و بدل وتشيرتات و نظارات ده الشعب كله هنا هو انا اتأخرت اوى كده ؟؟
نسيت نفسي وسط الزحمة جريت بسرعة ناحية المظاهرة اللى كانت واقفة امام بوابة المجلس .. حصار امنى و الاف الخوذ الحديدية والعصايان الكهربية اهتف يا مصري بعلو الصوت..ايه تانى هيحصل بعد الموت. حقى وحقك مش هنسيبه .. بايدى وايدك يالله نجيبه . تعبنا زهقنا قرفنا خلاص .. شعب مولع من الافلاس .
وكل هذا الهتاف يمر امام المارة بهذا الشارع الرئيسي فى قلب قاهرة المعز .وفى فسطاط عمرو بن العاص .التى انهكها جيش الاحتلال المصري طوال 30 عاما من الاستقرار الذي اكل كل شيء .كما ياكل الطاعون كل ما يدب على الارض .دون تفريق .ولكن ماهو ذنب هؤلاء المضربين والمعتصمين لكي يقفون اسابيع ممتدة ولا يسمع لهم احد. هؤلاء ابناء الوطن .يقفون امام جنود الوطن المكلفين بحماية نفس الوطن .يا لها من عجيبة من عجائب الزمن الاغبر الذى نعيش فيه. حل الظلام و مال قرص الشمس الدامي بين الاطلال ولكن لا احد يذكرنا بشيء ولا احد يسأل فينا بسؤال .وغدا يبدأ يوم جديد يحمل مفاجأة غير سارة فانتظرونا ايها القوم . | |
|