مصارحة .. هلاك أو توبة

ماذا يريد الله تبارك وتعالى ؟

" يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم * والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما * يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا " سورة النساء

سبحانه وتعالى هو الذي يريد أن نهتدي وأن نتوب وأن يخفف عنا ما نحن فيه من تعب او شقاء .

ماذا يقدم الله لنا كل يوم ؟

1- " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِىءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِىءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا " رواه مسلم

فكم من الليالي بسط الله لنا يده وما طلبنا منها شيئا .. كم من نهار فتح لنا فيه باب القبول وسههونا عنه ....

2- " الصَّلاَةُ الْمَكْتُوبَةُ إِلَى الصَّلاَةِ الَّتِى بَعْدَهَا كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا " رواه أحمد

هي الفريضة ونستحق أن نفعلها لانه فقط أمرنا بها لكنه كافأنا بها فجعلها كفارة كل يوم ... يا سبحان الله

3- " إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرٌْ" رواه الترمذي

لم ولن يغلق بابه أبدا مهما كان الذنب ومهما كان فاعله إلا لحظة خروج الروح أو قيام الساعة

فرحة الله تبارك وتعالى :

"وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلاَةِ " رواه مسلم

إنها فرحة كبيرة وعظيمة أكبر من الرجل الذي تاه في الصحراء وضاعت دابته وطعامه وشرابه فما أعظم فرحته بعد يأسه وانتظاره للموت عندما يجدها فجأة ... أنه الله القريب يحب عبادة ويفرح بتوبته ... ما أعظمك يا ربي

مصارحة

إننا قبل أن نستقبل يوم عرفة العظيم لا بد أن نصارح أنفسنا بحقيقة أن نفوسنا ألفت كرم الله فلم تتعلق به واعتادت مغفرته ورحمته فلم تلتجأ إليه وعلمت حب الله لتوبتنا وسهولة رجوعنا إليه فأشبعت حاجاتها ولم تلبي حاجات ربها ....

تري ماذا تستحق نفوسنا بعد تقصيرها رغم كل هذا الجود إن ترك أعظم يوم في السنة !!!

ترى بأي وجه ندعو ربنا .. وبأي هيئة نتوجه إلي ..... ترى ما هو مصير نفوسنا ....

إنه مصير واحد ولا شك إنه الهلاك أو التوبة النصوح وموعدها الآن في اعظم أيام السنة

" خير الدُّعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنَّبِيُّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير " رواه الترمذي

" صيام يوم عرفة، يكفر سنتين ماضية ومستقبلة " صحيح الجامع

جزاك الله خيرا