تسوس الأسنان المبكر عند الأطفال
تسوس الأسنان المبكر عند الأطفال التسوس الأسنان المبكر عند الأطفال
تعريف التسوس (النخر):
التسوس مرض وبائي معد يصيب النسج الصلبة في الفم (الأسنان)، ويؤدي إلى تآكل هذه النسج بتأثير المواد الحامضية التي تنتجها جراثيم نوعية بعد استهلاكها السكريات في الحفرة الفموية.
أما التسوس المبكر: فهو ظهور النخر على الأسنان اللبنية في عمر يقل عن 4 سنوات.
من خلال عملي طبيبا متخصصا في علاج أسنان الأطفال في مستشفى المواساة في الدمام، فقد لاحظت زيادة عدد الأطفال المصابين بالنخور البكرة، حتى أن عددا منهم يراجع العيادة للعلاج في عمر يقل عن سنتين، وحتى نكون قادرين على توضيح هكذا حالات علينا أولا الوقوف على أهم العوامل المسببة لهكذا إصابة:
* إن من أهم هذه الأسباب هو الاستخدام الطويل والخاطئ لرضاعة الحليب (الرضاعة من زجاجة الحليب)، الذي يعتمد عليه الأهل كغذاء أساسي إن لم يكن وحيدا للطفل في سنواته الأولى، خاصة إبقاء زجاجة الحليب في فم الطفل أثناء النوم.
* الاستهلاك الزائد للأغذية الغنية بالسكريات وبشكل خاص السكريات الملونة واللزجة، التي تزيد لصوقيتها فترة بقائها على الأسنان مثل (الحلاوة – الشوكولا - الشيبس والبطاطس).
* عدم الاهتمام بتفريش الأسنان المنتظم منذ اللحظة الأولى لبزوغ الأسنان، وذلك من أجل تأسيس بيئة فموية صحية من البداية.
* إهمال الزيارات الدورية لطبيب الأسنان للوقوف على حالة الأسنان وتشخيص الإصابات وعلاجها في مراحلها المبكرة.
الوقاية أولا
* تبدأ الوقاية بتخفيف رضاعة الحليب بشكل متكرر أثناء النوم وحتى إيقافها بشكل كامل, وذلك لأن فترة النوم هي فترة سكون ينخفض فيها إفراز اللعاب وتهدأ فيها حركة اللسان والشفاه، ما يؤدي إلى بقاء الحليب ملتصقا على الأسنان لوقت طويل محرضا على التسوس حتى لو لم يكن محلى بالسكر.
* يفضل تعويد الطفل على تنويع نظامه الغذائي واستبدال شرب الحليب بالرضاعة بشربه بالكأس، ما يسرع من تناول الكمية ويقصر من فترة التماس مع الأسنان.
* تحديد عدد المرات التي يتناول فيها الطفل الحلويات في فترة ما بين الوجبات الأساسية من أجل الحد من تكرار تماس الأسنان مع الطعام.
* تنظيف الأسنان مرتين يوميا على الأقل باستخدام معجون أسنان خاص بالأطفال وغني بالفلورايد، وذلك بيد شخص بالغ كالأم أو الأب حتى إكمال الطفل عمر ست سنوات، وبعدها يستطيع الطفل الاعتماد على نفسه.
* الزيارات الدورية لطبيب أسنان الأطفال كل ستة أشهر على الأقل, من أجل فحص الأسنان وتطبيق التقنيات الخاصة بوقاية الأسنان من التسوس، وأهم هذه المواد الفلورايد الذي يطبق على الأسنان دوريا في عيادة الطبيب فيزيد من مناعتها ضد الأحماض ومقاومتها للتسوس.
* علاج الأسنان المصابة من أجل السماح للسن بالقيام بدورها داخل الفم.
علاج تسوس الأسنان المبكر
يعتمد اختيار العلاج المناسب في حالات إصابات الأسنان المبكرة على درجة الإصابة وعدد الأسنان ومستوى تعاون المريض. ففي حالة وجود عدد من الأسنان المصابة عند مريض صغير في السن يصبح خيار علاج الأسنان تحت التخدير الكامل هو الخيار الأفضل من أجل سلامة المريض وضمان جودة العلاج.
علاج أسنان الأطفال تحت التخدير الكامل
وهو علاج الأسنان المصابة كافة, كل سن على حسب حاجتها, داخل غرفة العمليات بعد تخدير المريض تخديرا كاملا على يد طبيب تخدير متخصص.
وهذا النوع من العمليات لا يعد خيارا للطبيب، بل إننا نلجأ لعلاج الأسنان تحت التخدير الكامل عندما لا يسمح لنا مستوى تعاون المريض بعلاج أسنانه في العيادة بالطريقة التقليدية بشكل آمن على المريض وبمستوى جودة عال.
والحالات التي نضطر فيها إلى هذا النوع من العلاجات هي:
* المريض صغير السن الذي يكون عنده تسوس أسنان مبكر, الذي يكون صغر سنه عائقا أمام علاجه بشكل صحيح وآمن في العيادة.
* المريض غير المتعاون الذي يتبع في العيادة سلوكا عدائيا ورافضا للعلاج نتيجة خوفه الشديد من طبيب الأسنان أو بسبب تجربة سابقة سيئة.
* المريض المصاب بنوع من الإعاقة الذهنية أو الجسدية، تمنعه من تفهم العلاج أو تقبله أو حتى تحمله, مهما كان العلاج بسيطا.
يخضع المريض إلى تدابير تشخيصية مفصلة وصارمة قبل العملية من أجل ضمان سلامته أثناء العملية وبعدها, من خلال تحديد كونه مناسبا للتخدير وتحديد نوع التخدير المناسب له.
تبدأ هذه المراحل بتشخيص حالة الأسنان ونوع العلاجات المتوقعة لكل سن من أجل التحضير الدقيق للعملية لتوفير أفضل العلاجات للمريض.
يخضع المريض بعدها إلى فحوص مخبرية خاصة لتعطي صورة تفصيلية عن حالته الصحية ومدى ملاءمته للتخدير.
يعرض الطفل على طبيب أطفال متخصص ثم على طبيب التخدير من أجل تحديد نوع التخدير وكميته ومناسبته للمريض.
تُعد عمليات التخدير الكامل آمنة للمريض، لأنها تتم بعد إجراء تشخيص كامل وشامل لكل تفاصيل الحالة الصحية للمريض دون التغافل عن أي صغيرة، ما يضمن جودة العمل وديمومة النتائج.
تصنف عمليات علاج الأسنان تحت التخدير الكامل ضمن عمليات اليوم الواحد حيث لا يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى لأكثر من عدة ساعات بعد العملية ليعود بعدها لممارسة حياته الطبيعية يحمل أسنانا سليمة وصحية.
يجب على المريض أن يمتنع عن الأكل والشرب ست ساعات قبل العملية، وحتى لا تكون هذه الفترة صعبة على الطفل تجرى هذه النوعية من العمليات في الصباح الباكر ليقضي الطفل ساعات الصيام في النوم خلال الليل.
يدخل المستشفى باكرا في الصباح ليتم تجهيزه وتنويمه على أيدي إخصائيين في التخدير متخصصين في مثل هذه العمليات, ثم يبدأ العمل على علاج الأسنان، فتخضع كل سن مصابة للعلاج المناسب، أما الأسنان السليمة فتتم حمايتها بمادة واقية من التسوس, وتستمر عملية كهذه بين ساعة ونصف وساعتين على حسب حالة الأسنان ونوعية العلاجات, وبعد الإفاقة يخضع المريض للمراقبة في المستشفى عدة ساعات للاطمئنان على سلامته وصحته ثم يغادر المستشفى بأسنان خالية من التسوس, سليمة ومحمية.
من المهم التوضيح للمريض وأهله أننا قد عالجنا كل الأسنان، ولكن المسؤولية تقع على عاتق المريض وأهله بعد العملية ليهتم بنظافة أسنانه وتخفيف استهلاكه من الحلويات من أجل الحفاظ على أسنانه خالية من التسوس.